کد مطلب:240973 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:129

شفقة النبی علی أمته شفقة الآباء علی الأولاد
روی الصدوق بإسناده عن علی بن الحسن بن علی بن فضال عن أبیه قال: سألت أباالحسن [1] علیه السلام «فقلت له: لم كنی النبی - صلی الله علیه و آله - بأبی القاسم؟ فقال؛ لأنه كان له ابن یقال له قاسم فكنی به، قال فقلت له یا ابن رسول الله فهل ترانی أهلا للزیادة؟ فقال: نعم أما علمت أن رسول الله - صلی الله علیه و آله - قال: أنا و علی أبواهذه الأمة؟ قلت بلی، قال: أما علمت أن رسول الله - صلی الله علیه و آله - أب لجمیع أمته، و علی فیهم بمنزلته؟ قلت: بلی، قال: أما عملت أن علیا - علیه السلام - قاسم الجنة و النار؟ قلت: بلی، قال فقیل له أبوالقاسم؛ لأنه أبوقسیم الجنة و النار، فقلت له: و ما معنی ذلك؟ قال: إن شفقة النبی علی أمته شفقة الآباء علی الأولاد، و أفضل أمته علی، و من بعده شفقة علی علیهم كشفقته؛ لأنه وصیه و خلیفته، و الإمام بعده فلذلك قال: أنا و علی أبوا هذه الأمة...». [2] .

كیف یدرك شفقة الأبوین علی أولادهما غیر الأبوین؟ فمن لم یولد له ولد لایدرك رحمة الوالدین به وحنانهما علیه. إن الله عزوجل شفیق و من شفقته شفقة الأبوین علی الأولاد مهما كان نوعهم و هو اسم من الإشفاق و الشفق: الخوف و الحذر إذا قلت أشفقت منه، فإنما تعنی حذرته و خفته و منه قول إسحق بن خلف:



تهوی حیاتی و أهوی موتها شفقا

و الموت أكرم نزال علی الحرم



و بلوغ النصح و الحرص علی صلاح المنصوح كما قاله اللیث إذا قلت أشفقت علیك [3] و اختلاف التفسیرین جاء من كلمة «من» و «علی».



[ صفحه 305]



و إذا دریت الفرق بینهما فالشفیق بمعنی الخوف لایجوز علی الله جل جلاله، و الجائز علیه تعالی تفسیره ببلوغ النصح. و ربما صح الخوف فقط كما فی آیة «إنا عرضنا الأمانة - إلی قومه تعالی: - و أشفقن منها» [4] أی خفن من حمل الأمانة. و یصح التفسیران فی غیره من الأبوین و الأنبیاء و أوصیائهم الذین هم الآباء الحقیقیون الروحیون و الأب الروحی أفضل من الاب الجسمی لبقاء الأول و فناء الثانی. فالنبی و علی علیهماالسلام أبواهذه الأمة روحیا بل و جسمیا إذ لولا هما لما كان الكون و لاآدم و لابنو آدم إذ بهم رزق الوری و ثبت الأرض و السماء و هم الهدف الأعلی من الوجود إذ بهم عرف الله تعالی و وحد.



[ صفحه 306]




[1] بقرينة الراوي احتمل أبوالحسن هو الرضا و لأجله ذكرناه.

[2] عيون الأخبار 84:2، علل الشرائع 127:1.

[3] اللسان 180 - 179:10 في (شفق) و في النهاية 487:2، في (شفق): الشفق من الأضداد يقع علي الحمرة التي تري في المغرب بعد مغيب الشمس... و علي البياض الباقي في الأفق الغربي بعد الحمرة المذكورة. أقول قوله تعالي «فلا أقسم بالشفق» الانشقاق: 16، إما من الحمرة المغربية كما قالها القمي، تفسير الصافي 801:2، و إما البياض الباقي بعد الحمرة ذكرناه لأدني علقة.

[4] الأحزاب: 72.